الثلاثاء، ٢٧ جمادى الآخرة ١٤٢٩ هـ

تربية الخليفه البشري



منذ صدر الأمر الإلهي ( إني جاعلا في الارض خليفة) ومنذ هبط الانسان على سطح الأرض و إكتشف كيف يواري جثة أخيه الميت تحتها.. وحتى تمكن من وضع قدميه على سطح القمر,..وهو يسعى لإكتشاف والبحث والمعرفة في جميع المجالات التي تضمن له حياه سعيدة آمنه من مسكن وملبس وطرق للتبريد واخرى للتدفئة ووسائل مواصلات وغيرها مما يتناسب مع ظروف زمانه ومكانه من إمكانيات.

كانت تلك الإكتشافات بدائية بسيطة لا تتعدى جذع شجره وأغصانها وبعض الأحجار مجتمعه فطورها هذا المخلوق بإذن الله شيئا فشيئا حتى صيرها مع مرور السنوات والعصور أجهزه والآت معقدة التركيب فلم يترك البشر شيئا إلا وقد حاولوا تطويره وتحسينه والإنتقال به من شكل إلى آخر ومازالوا وسيظلون كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

وتعد تربية النفس وتهذيبها إحدى تلك المجالات التي بذل فيها الانسان في القديم والحديث جهدا منقطع النظير للوصول لافضل النتائج بأيسر الطرق وأنفعها ولأنه قد علم الكثير من الباحثين في مجالات التربية قيمة هذا المجال وانه هو وبكل يقين اساس رقي وتطور مجالات الحياه الأخرى الموجودة على سطح الأرض وتحتها وفي الفضاء أي من نطاق الجاذبية الارضية الى إنعدامها فقد أيقنوا انه لابد من تطوير المطور أي أنه لابد من بناء البناء لكي يتقن لنا البناء.

ولقد توصل الباحثون في عصرنا هذا لإكتشاف طرق هائلة ووسائل راقية في تربية الإنسان وتعليمه وبناء ذاته ونمو عقله.. فباتت المكتبات تزخر بشتى أنواع وأحجام الكتب التربوية وبجميع اللغات.

توجيهات وتعليمات تهتم بتقويم الإنسان في جميع مراحل حياته منذ أن يكن نقطة من مني يمنى وإلى أن يصل من العمر عتيا.

ولكن مشكلتنا تكمن في أن من يكتبون كثر ومن يقرؤون قله فأين من يقرأ ليعي ما يكتبه الآخرون ..فللأسف عزوف الكثير عن القرأة في هذا المجال بالذات وإعتمادهم على أفكارهم ومعتقداتهم في التربية جعلهم يقعون في أخطأ فادحه قد تنجم عنها كوارث إنسانيه مؤلمه …

إن التربية الإنسانية والتي رسم لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أقدر خططها وأنجحها هي الكفاح الاعظم والجهاد الأنبل إنها الرقي والعزة والرفعة إنها العلاج الأنجح لكل مشاكل الحياه الصحية والنفسية والفكرية.

ولو إطلعنا على حجم الكتب الأجنبية على أرفف مكتباتنا العربية لرأينا الجهد الكبير الذي يبذله هؤلاء الكتاب الأجانب في هذا المجال رغم إختلاف دياناتهم إلا انهم أيقنوا بأهمية ذلك الامر في تجنب مشاكل الحياة وبناء حضاره لا تزول بزوالهم وتبقى شاهدا على ما إحتوته عقولهم .

ومن نربيهم من أولادنا اليوم هم من سيربي أحفادنا مستقبلا لذا فإن تربية المربي هي حجر الأساس الذي نضعه لبناء أمة عظيمة.
من عصر الأنبياء مرورا بعصر الصحابة والتابعين والفاتحين وحتى عصرنا هذا تظل المؤثرات في تنشئة الجيل واحدة لاتختلف نوعا وان اختلفت ضمنا فالأب والأم وأهلهما والأخوه والأخوات والمجتمع والأعراف والتقاليد والتراث التاريخي والديانات والوسائل وحلقات التعليم على إختلاف طرقها مؤثرات موجودة في كل زمان ومكان ولذا تتجدد البحوث والدراسات يوما بعد يوما لمعرفة المزيد والمزيد مما يناسب كل جيل .

وعلينا إستغلال هذه البحوث والنتائج لتربية ذواتنا وأبنائنا فالحكمة ضالة المؤمن انا وجدها فهي له.ومن العجيب والرائع والملفت للنظر أن المربون غير المسلمون نهجوا في كتبهم التربويه نهج النبي التربوي دون تصريح بذلك ولكنهم وجدوا ضالتهم هنا فأخذوا بها .

ليست هناك تعليقات: