الجمعة، ٢٦ ربيع الآخر ١٤٣٤ هـ

كنت امزح




مدخل:


كنت أمزح ...كلمة نقولها لكي نمرح 

كنت امزح ...اقرب مخرج حينما نجرح 

كنت امزح ...بها يذم المرء ويمدح 



نروع الآمنين ونفزع النائمين ..ثم نقول كنا نمزح
نلعب بالسيارة والسلاح ونزهق الارواح ....ثم نقول كنا نمزح 
نصرخ على الاخرين في الظلام والناس نيام ..ثم نقول كنا نمزح 
نكذب في نقل الاخبار عن الصديق وعن الجار ...ثم نقول كنا نمزح 
نخفي حاجات الناس ومتاعهم وبعدم العلم نتظاهر ...ثم نقول كنا نمزح 
نؤلف المواقف كذب وزور ليضحك منها الحضور ...ثم نقول كنا نمزح 
نغتاب ونعيب الناس بلا شعور ولا إحساس ...ثم نقول كنا نمزح 
نسخر من آيات وأحاديث في نكتة نطق بها خبيث ...ثم نقول كنا نمزح 


نؤلم القلوب ونجرح الاحباب ونفقد الاصحاب ...ثم نعتذر بأننا كنا نمزح 


فمتى في مزاحنا نرتقي وبهدي الحبيب المصطفى نقتدي..كان يتحدث بفصاحه ويمزح برجاحه .
ليس المزاح حرام ولكن تجاوز أدآبه يعد إجرام .فلا خير في مزاح أوله سعاده ونهايته تعاسه .
المزاح علاج للنفوس المهمومه ..ولكن ليس بأساليبه المذمومه ..من ترويع وكذب وصراخ وفزع... ليس بالسخريه من مبتلى.... بالذنب ذهب عقله وفنى .

فهل من مستمع وعن قبيح القول والفعل ممتنع :

قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11)
( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) سورة التوبة الآيتان65 – 66 ….....

قال عليه الصلاة والسلام :

(وَيْلٌ لِلّذِي يُحَدّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ". [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحسَّنه].
"لا يحل لمسلم أن يفزع مسلماً ولو هازلاً"رواه أحمد وأبو داود والبيهقي

(من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) رواه مسلم 
( لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبا و لا جادا ومن أخذ عصا أخيه فليردها). رواه أبو داود والترمذي وإسناده حسن.


مخرج :

في لحظة مزاح قد تتحول الأفراح إلى أتراح.